للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وعمّر بعد ذلك عمرا طويلا. وأيام الختان: وقعة لهم (١). أدرك النابغة الاسلام فاسلم، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج الحارث بن أبى أسامة في مسنده، وأبو الفرج في الاغاني، والبيهقي وأبو نعيم كلاهما في الدلائل، وابن عساكر من طرق عن النابغة الجعدي قال:

أنيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنشدته قولي (٢):

وإنّا لقوم ما تعوّد خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا

وننكر يوم الرّوع لو أنّ خيلنا ... من الطّعن حتّى نحسب الجون أشقرا

وليس بمعروف لنا أن نردّها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقّرا

بلغنا السّماء مجدنا وجدودنا ... وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الى أين؟ قلت: الى الجنة. فقال: نعم، ان شاء الله. قال: فلما أنشدته:

ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا

ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... أريب إذا ما أورد الأمر أصدرا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفضض الله فاك. فكان من أحسن الناس ثغرا، وكان اذا سقطت له سنّ نبتت له. قال ابن قتيبة (٣): كان عمر النابغة مائتين


(١) كذا بالاصل، وفي الاغاني والمعمريين (الخنان). والذي في القاموس:
(... والخنان زكام للابل كان في عهد المنذر بن ماء السماء ...
وقال الاصمعي: كان الخنان داء يأخذ الابل في مناخرها وتموت منه فصار ذلك تاريخا لهم). وصدر البيت في المعمرين برواية:
فمن يحرص على كبري فإني
(٢) الشعراء ٢٤٧، والابيات من قصيدة طويلة ٧٦ بيتا في جمهرة اشعار العرب ٢٧٥ - ٢٨١، وانظر تاريخ الطبري ١٣/ ٥٠
(٣) الشعراء ٢٤٨ - ٢٤٩

<<  <  ج: ص:  >  >>