للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعشرين سنة ومات باصبهان. قال في الاغاني: وما ذاك بمنكر لانه قال في شعره (١):

لبست أناسا فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا

ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكان الإله هو المستآسا

روي أن عمر بن الخطاب سأله: كم لبثت مع كل أهل لك؟ فقال: ستين سنة، فهذه مائة وثمانون سنة. ثم عمر بعده فمكث الى أيام عبد الله بن الزبير وقدم عليه مكة. وقال أبو عبيدة: كان النابغة الجعدي ممن ذكر (٢) في الجاهلية، وأنكر الخمر والسّكر، وهجر الأزلام والأوثان، وقال كلمته التي أوّلها (٣):

الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما

وكان يذكر دين ابراهيم، ويصوم ويستغفر، وشهد مع علي رضي الله عنه صفين.

وقال أبو زيد (٤): كان النابغة شاعرا مقدّما، وكان مغلّبا، ما هاجى قط إلا غلب، هاجى أوس بن مغراء وليلى الأخيلية وكعب بن جبيل فغلبوه جميعا. وقال علي بن سليمان الأخفش أوّل من سبق الى الكناية عن اسم من يعنى بغيره في الشعر الجعدي فانه قال:

أكنّي بغير اسمها وقد علم اللّ ... هـ خفيّات كلّ مكتتم

فسبق الناس جميعا اليه وتبعوه.

٣٨٤ - وأنشد قول امرئ القيس:

كأنّ دثارا حلّقت بلبونه ... عقاب تنوفي لا عقاب القواعل

تقدم شرحه في حرف العين وقد سقت هناك القصيدة بتمامها (٥).


(١) انظر الشعراء ٢٥٤، واللسان ٧/ ٣١٤، والاغاني ٥/ ٦ - ٨ (الثقافة) والمعمريين ٥٧
(٢) في الاغاني: (فكّر).
(٣) الاغاني ٥/ ٩
(٤) انظر ابن سلام ١٠٥، والعمدة ١/ ١٨٨ والموشح ٥
(٥) انظر ص ٤٤٠ - ٤٤١ والشاهد رقم ٢٣٤، وهو في الخزانة ٤/ ٤٧١

<<  <  ج: ص:  >  >>