إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا ... وأيّ عبد لك لا ألمّا (١)
قال السكري في أشعار هذيل: قال الأصمعي: أخبرنا ابن أبي طرفة الهذلي قال: قال أبو خراش وهو يسعى بين الصفا والمروة، وثم شجر يومئذ:
لاهمّ هذا رابع إن تمّا ... أتمّه الله وقد أتمّا
إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا ... وأيّ عبد لك لا ألمّا
وأبو خراش هذا اسمه خويلد بن مرّة القرددي، وقردد هو عمرو بن معاوية بن سعيد بن هذيل، وكذا قال ابن الشجري في أماليه. قال: وقوله:
(لا ألما) أي لم يلم بالذنوب. فقال ابن جرير في تفسيره: حدثنا ابن حميد: حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: (إِلَّا اللَّمَمَ)، قال: الرجل يلم بالذنب ثم ينزع عنه. قال: وكان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت وهم يقولون:
إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا ... وأيّ عبد لك لا ألمّا
وأخرج الترمذي وابن جرير والبزار وغيرهم من طريق زكريا بن أبي اسحق، عن عمرو بن دينار، وعن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى:(إِلَّا اللَّمَمَ)، قال:
هو الرجل يلم بالفاحشة ثم يتوب. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا ... وأيّ عبد لك لا ألمّا
قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
٣٨٩ - وأنشد:
لا أعرفن ربربا حورا مدامعها
(١) البيت في الاغاني ٤/ ١٣١ و ١٣٥ (الثقافة) منسوب لأمية بن أبي الصلت، وليس هو في ديوانه، ولا في ديوان الهذليين.