للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتلك خطوب قد تملّت شبابنا ... قديما فتبلينا المنون وما نبلي

وتبلي الأولى يستلئمون على الأولى ... تراهنّ يوم الرّوع كالحداء القبل

قال المصنف في شواهده: ينازعني مبتدأ بتقدير أن، ولولا، كلمتان، يعني لو لم. وجواب لولا، أو لو لم، محذوف (١). وقوله: تزعميني ... البيت. أورده المصنف في الكتاب الثاني شاهدا على أن الجملة وقعت مفعولا ثانيا لظنّ. وتزعميني:

تظنيني كنت أجهل في اتباعي لك. وشريت هنا: بمعنى اشتريت. وإنما قالوا له مغبون: في بيعه الجهل بالحلم. لأنهم كانوا معه على الجهل، فقال هو: بل إن الغابن ولا أدري أهم على ما أنا عليه أم لا. والمعنى: أطريقهم طريقي أم غيرها، فحذف أم ومعطوفها كقوله:

فما أدري أرشد طلابها

وخويلد: اسم أبي ذؤيب. وتنكر: تغير. والجدل بكسر الجيم وسكون الذال المعجمة أصل الشجرة. وقيل: العود اليابس. وخطوب: جمع خطب، وهو الأمر العظيم. وتملت: استمتعت، يقال: تمليت عمري أي استمتعت به. والمنون:

الدهر، لأنه يمن قوى الانسان، أي ينقصها. ويكون بمعنى الموت، لأنه يقطع الحياة، من قوله تعالى: (لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) * يقول: إن حوادث الدهر أكلت شبابنا قديما، وتمتعت به، وانما تبلينا وما نبليها نحن، وأنها تبلي القوم الذين


(١) في الديوان: (ينازعني: يجاذبني. يقول: لو يخلّيني شغلي وما أريد يشير الى ان جواب (لولا) في البيت الآتي. ولم يشرح السيوطى البيت: (جزيتك ضعف الود). ذكر الأصمعي ان ابا ذؤيب لم يصب في قوله: (ضعف الود) في هذا البيت. وانما كان ينبغى ان يقول: (ضعفي الود) وانما يريد أضعفت لك الود (انظر اللسان مادة ضعف). والوجه في تخطئ الأصمعي لأبي ذؤيب انه اراد بضعف الشيء مثله. فإذا جزاها مثل ودها لم يفعل شيئا. قال في اللسان: الضعف في كلام العرب على ضربين:
احدهما المثل. والآخر أن يكون في تضعيف الشيء. وهذا الاخير هو الذي يستقيم عليه البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>