لن يخب الآن من رجائك من ... حرّك من دون بابك الحلقه
قال البطليوسي في شرح الكامل: روى الحسن عن إسماعيل، عن سليمان بن موسى، عن جعفر بن محمد قال: بلغني أن أعرابيا دخل المدينة، فبينا هو يجول في أزقتها إذ مر بباب الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلما عرف الدار أنشأ يقول:
لن يخب الآن من رجاك ومن ... حرّك من دون بابك الحلقه
أنت جواد وأنت معتبر ... أبوك مذ كان قاتل الفسقه
لولا الّذي كان من أوائلكم ... كانت علينا الجحيم منطبقه
فسمعه الحسين وهو يصلي، فأوجز في صلاته، ثم خرج، فإذا هو بأعرابي في أسمال فقال: رويدا يا أعرابي، ثم نادى: يا قنبر، ما معك من النفقة؟ قال: ألف درهم، قال: فائت بها فقد جاء من هو أحق بها منا، ثم أخذها من قنبر فصيرها في إحدى بردتين كانتا عليه، ثم دفعها للأعرابي من داخل الباب، وقال:
خذها فإنّي إليك معتذر ... واعلم بأنّي عليك ذو شفقه
لو كان في سيرنا الغداة عصا ... كانت سمانا عليك مندفقه
لكن رأيت الزّمان ذا غير ... والكفّ منّا قليلة النّفقه
فأخذها الأعرابي وقال:
مطهّرون نقيّات جيوبهم ... تجري الصّلاة عليهم أينما ذكروا
فأنتم أنتم الأعلون إنّ لكم ... أمّ الكتاب وما جاءت به السّور