للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه، وينصره سواء (١)

هذان من قصيدة لحسان بن ثابت رضي الله عنه، وأولها:

عفت ذات الأصابع فالجواء ... إلى عذراء منزلها خلاء

ديار من بني الحسحاس قفر ... تعفّيها الرّوامس والسّماء

وكانت لا يزال بها أنيس ... خلال مروجها نعم وشاء

فدع هذا ولكن من لطيف ... يؤرّقني إذا ذهب العشاء

لشعثاء الّتي قد تيّمته ... فليس لقلبه منها شفا

كأنّ خبيئة من بيت رأس ... يكون مزاجها عسل وماء

على أنيابها أو طعم غضّ ... من التّفّاح هصّره الجناء

إذا ما الأشربات ذكرن يوما ... فهنّ لطيّب الرّاح الفداء

نولّيها الملامة إن ألمنا ... إذا ما كان مغث أو لحاء

ونشربها فتتركنا ملوكا ... وأسدا ما ينهنهنا اللّقاء

عدمنا خيلنا إن لم تردها ... تثير النّقع موعدها كداء

يبارين الأسنّة مصغيات ... على أكتافها الأسل الظّماء

تظلّ جيادنا متمطّرات ... تلطّمهنّ بالخمر النّساء

فإمّا تعرضوا عنّا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطا


(١) في العقد الفريد ٥/ ٢٩٥ برواية:
أمن يهجو ... ويطريه ويمدحه سواء

<<  <  ج: ص:  >  >>