للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال شارح ديوان الأعشى: لما قال الأعشى هذه القصيدة هدر علقمة بن علاثة دمه وجعل له على كل طريق رصدا، فاتفق الأمر أن الأعشى يريد وجها ومعه دليل، فأخطأ به الطريق فألقاه في ديار عامر بن صعصعة، فأخذه رهط علقمة بن علاثة فأتوه به، فقال له علقمة: الحمد لله الذي أمكنني منك. فقال الأعشى (١):

أعلقم قد صيّرتني الأمو ... ر إليك وما أنت لي منقص

فهبط نفسي فدتك النّفو (٢) ... س ولا زلت تنمي ولا تنقص

فقال قوم علقمة: اقتله وأرحنا منه والعرب من شرّ لسانه، فقال علقمة:

إذن تطلبوا بدمه ولا ينغسل عني ما قاله، ولا يعرف فضلي عند القدرة. فأمر به فحلّ وثاقه وألقى عليه حلة وحمله على ناقة وأحسن عطاءه، وقال: انج حيث شئت.

وأخرج معه من بني كلاب من يبلغه مأمنه، فقال الأعشى بعد ذلك:

علقم يا خير بني عامر ... للضّيف والصّاحب والزّائر

والضّاحك السّنّ على همّه ... والغافر العثرة للعاثر

وعلقمة بن علاثة صحابي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شيخ فأسلم وبايع، انتهى. وروى حديثا واحدا.

وأخرج ابن مندة وابن عساكر من طريق الأعمش عن أبي صالح، حدثني علقمة بن علاثة قال: أكلت مع النبي صلّى الله عليه وسلم رؤسا. واستعمله عمر ابن الخطاب على حوران فمات بها.

وأخرج أبو نعيم والخطيب وابن عساكر عن محمد بن سلمة قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده حسان فقال: يا حسان، أنشدنا من شعر الجاهلية ما عفا الله لنا فيه، فأنشده حسان قصيدة الأعشى في علقمة بن

علاثة:


(١) ديوانه ٣٦٩ ق ٨١
(٢) كذا في الاصل، وفي الديوان: (فهب لي ذنوبي فدتك ...)

<<  <  ج: ص:  >  >>