للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لدنه، ومن قبله، ومن بعده، ولم يجيزوا: إلى عنده، وإلى قبله، وإلى بعده؛ فهذه خمسة الظروف لا يدخل عليها شيء من الحروف الجارة سوى (من)، وسبب ذلك ما تقدم ذكره.

وأما قولك: إن سبب ذلك هو أن من قضى وطرًا من شخص فقد صار ذلك الشخص عنده غير مهم في نظره، وخرج عن حد الاهتمام فلم يبق إلا أن يذكر موضعه المختص به، فلهذا قلت: جئت من عنده. وإذا عزم الإنسان على أمر يريده من شخص فإن المكان القريب [١٧٧/ ب] من ذلك الشخص لا يهمه، وإنما المهم ذكر الإنسان الذي حاجتك عنده. فالحكمة تقتضي أن يقول: (إليه)، ولا يقول [إلى] (عنده) = فهذيان المبرسمين دعوى المتحكمين. وذلك أنه لو كان الأمر على ما ذهبت إليه لامتنع أن تقول: رجعت إلى داره [وعدت إلى منزله]، فينبغي على هذا أن يكون الصواب: رجعت إليه، وعدت إليه، ويكون قول من قال: رجعت إلى منزله، وعدت إلى داره، لا يصح كما لا يصح: رجعت إلى عنده؛ لأن المهم إنما هو الشخص دون محله، وإذا امتنع ذلك مع (عنده) فكذلك يمتنع

<<  <  ج: ص:  >  >>