{حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا}، وقوله تعالي في قصة إخوة يوسف:{فلما استيأسوا منه خلصوا نجيًا}، ثم قال لهم أبوهم:{ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}، وقوله تعالي:{قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}، وهم ما يتبعون إلا الظن، وأيضًا فقد قال تعالي:{وهو الذي ينزل الغيث نم بعد ما قنطوا}، والقنوط شبه اليأس.
ويقال في العرف: يئست من المريض، إذا كان الأغلب عنده أنه لا يبرأ، وكذا يئست من غائبي، وقد يبرأ المريض، ويقدم الغائب، خصوصًا إن كان قد مضي لها من العمر ستون سنة، مع أن تقدير مدة الإياس لا يقوم عليه دليل، فإذا غلب على الظن أن حيضها قد انقطع فاعتدت بثلاثة أشهر، فهذه قد انقضت عدتا بنص القرآن فلا تعود بعد ذلك، بل أبلغ من هذا من ارتفع حيضها، ولا تدري ما رفعه، فقد صح عن عمر رضي الله عنه أنها تتربص