للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإن كان أهل الجنة عارفين بهذه الأشياء قد ألهمم الله العلم بما يحتاجون إليه فلن يستغني عن معرفته الوالدان المخلدون فإن ذلك لم يقع إليهم وأنا لنرضى بالقليل مما عندهم جزاء (١) على تعليم الوالدان فيبتسم (٢) إليهم رضوان وبقول لهم إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون (٣) هم وأزواجهم في ظلاٍل على الأرائك متكئون فانصرفوا رحمكم الله فقد أكثرتم الكلام فيما لا منفعة فيه وإنما كانت هذه الأشياء أباطيل زخرفت في الدار الفانية فذهبت مع الباطل (٤) فإذا رأوا جده في ذلك قالوا رحمك


- وقيل عبقر قرية باليمن توشى فيها الثياب والبسط فثيابها أجود الثياب فصارت مثلًا لكل منسوب إلى شيء رفيع فكلما بالغوا في نعت شيء متناه نسبوه إليه وقيل إنما ينسب إلى عبقر موضع الجن قال أبو عبيد ما وجدنا أحدًا يدري أين هذه البلاد ولا متى كانت. وفي القرآن الكريم في صفة أهل الجنة: (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان) الرفرف ثياب خضر يتخذ منها للمجالس وقيل الفرش والبسط وقيل الوسائد والعبقري قيل الطنافس الثخان وقيل الديباج وقيل البسط الموشية.
() ... في الجميع أجرًا.
(٢) في م ك رفيبسم
(٣) الفاكه الناعم المتلذذ والأرائك جمع أريكة وهي السرير في الحجلة وقيل الفراش في الحجلة وفي اللسان المتكئ في العربية كل من استوى قاعدًا على وطاء متمكنًا والعامة لا تعرف المتكئ إلا من في قعدوه معتمدًا على أحد شقيه وفي المصباح وهو يستعمل في المعنيين جميعًا يقال اتكأ إذا أسند ظهره أو جنبه إلى شيء معتمدًا عليه وكل من اعتمد على شيء فقد اتكأ عليه
(٤) وقد ألم أبو العلاء بهذا المعنى في قوله
ارى ابن أبي اسحق اسحقه الردى ... وأدرك عمر الدهر نفس أبي عمرو
تباهوا بأمر صيروه مكاسبًا ... فعاد عليهم بالخسيس من الأمر
بكسوة برد أو بإعطاء بلغة ... من العيش لا جم العطاء ولا غمر
ولم يصنعوا شيئًا ولكن تنازعوا ... أباطيل تضحي مثل هامدة الجمر