للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلها تكون آخر الكلام وأوله إلا «رب». لأن [رب] معناها التقليل. وتقليل الشيء يقارب نفيه. والنفي له صدر الكلام. ومن ثم قال الشاعر:

ربما أوفيت في علمٍ ... ترفعن ثوبي شمالات

فأدخل النون الخفيفة في قوله «ترفعن» لما كان التقليل يقارب النفي. فلذلك تقول: رب طعام أكلته [نفعني]. ولا يجوز: نفعني رب طعامٍ أكلته, لأن «رب» لها صدر الكلام. والباقي يجوز فيه التقديم والتأخير, مثل: خرجت من الدار, ومن الدار خرجت. وجئت إلى الدار, وإلى الدار جئت. لأن الجار والمجرور مفعول, والمفعول يجوز تأخيره وتقديمه إذا كان فعله متصرفًا لا مانع يمنع من تقديمه.

وكلها تدخل على الظاهر والمضمر إلا الستة المذكورة. وهي: رب, لأن رب لا تدخل إلا على نكرة, فلا يصح أن يقع بعدها المضمر لأنه معرفة. فلا يجوز: ربك, ولا ربه, ولا: ربي, وأنت تعني مذكورًا جرى ذكره. فأما قولهم: ربه رجلًا, [وربه امرأةً] , فهذا ضمير مجهول فسر بنكرة

<<  <  ج: ص:  >  >>