وذكر النوع الثاني وهو الإدراج في الإسناد، والإدراج في الإسناد قسموه إلى أقسام، لكن من أهم أقسامه: أن يزاد شخص في الإسناد يترجح أن الصواب حذفه؛ هذا خلاصة أهم أنواع الإدراج في الإسناد: أن يزاد في الإسناد شخص أو راو أو أكثر يترجح أن الصواب حذفه، فهذا يصفونه -يقولون عنه- بأنه مدرج الإسناد.
يقول ابن كثير رحمه الله: إن الخطيب البغدادي صنف في هذا النوع كتابا سماه: "فصل الوصل لما أدرج في النقل"، وهو مفيد جدا.
أسأل الآن: لو نظرنا الآن في الإدراج نحن نقول: الإدراج كما وصفوه بأنه زيادة في متن الحديث ليست منه، أو زيادة في إسناد الحديث. إذن هو أتى في بعض الروايات، وفي بعضها ليس فيه هذه الزيادة، من أين عرفنا، أولا من أين عرفنا أن هذه اللفظة مدرجة في متن الحديث؟
لو جاءك الحديث كله مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من أين تعرف أن بعضه مدرج؟ تعرفه من الطرق الأخرى من الروايات الأخرى.
إذن -انتبهوا يا إخوان- إذن هذا الأمر الذي هو الإدراج يعود في حقيقته إلى المعلل، إذا كان الذي أدرجها ثقة، ولكن هذا المعلل في الحديث كله أو في بعض الحديث؟ في بعض الحديث بالنسبة للمتن، أو في راو معين بالنسبة للإسناد.
إذن يعود هذا الموضوع الذي هو الإدراج إلى موضوع سبق أيضا وهو زيادة الثقة؛ لأنه في الحقيقة الذي أدرجها زاد في كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه اللفظة، وأيضا كذلك -انتبهوا- بالنسبة للإدراج، بالنسبة للإدراج هذا مثل زيادة الثقة خاضع للحكم بالإدراج، يخضع لأي شيء؟ لاجتهاد الإمام، مثله مثل المعلل؛ المعلل أيضا يخضع لاجتهاد الإمام.