وهو أن تزاد لفظة في متن الحديث من كلام الراوي، فيحسبها من يسمعها مرفوعة للحديث، فيرويها كذلك، وقد وقع من ذلك كثير في الصحاح والحسان والمسانيد وغيرها، وقد يقع الإدراج في الإسناد، ولذلك أمثلة كثيرة، وقد صنف في ذلك الحافظ أبو بكر الخطيب في ذلك كتابا حافلا سماه:"فصل الوصل لما أدرج في النقل" وهو مفيد جدا.
نعم، هذا الموضوع الذي هو الإدراج، عرفه ابن كثير -رحمه الله - أن تزاد... يعني هو في كلامه أنه قسمه إلى قسمين:
القسم الأول الذي هو مدرج المتن قال فيه: أن تزاد لفظة في متن الحديث من كلام الراوي، يعني: من كلام أحد رواته، قد يكون الصحابي، وقد يكون التابعي، أو حتى من بعد التابعي، فيحسبها من يسمعها منه مرفوعة في الحديث فيرويها كذلك.
مراده بهذا أن بعض الرواة تكون بعض الكلمات ... بعض ألفاظ الحديث من كلام أحد رواته، فيأتي في رواية تأتي هذه الكلمات أو هذه اللفظة أو هذه العبارة في بعض روايات الحديث من ضمن المتن يعني: مرفوعة إلى من؟ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فالعلماء -رحمهم الله- وصفوا هذا النوع بالإدراج، يعني يقولون: ما أدخل في متن الحديث ما ليس منه، هذا هو القسم الأول الذي هو مدرج المتن، أمثلته كثيرة جدا، يمثلون لذلك بحديث: ? من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ?.
أول الحديث ما هو؟ في معرفة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته بآثار الوضوء: ? يأتون يوم القيامة غرا محجلين ? في نهايته: ? من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ? هذه الكلمة يحتمل أن تكون من كلام من؟ من كلام أبي هريرة يعقب بها على حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -.
من أمثلته كذلك حديث: ? أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار ? فإن أصل الحديث فقط هو: ? ويل للأعقاب من النار ? ورواه بعضهم، وأما كلمة:"أسبغوا الوضوء" فهي من كلام من؟ من كلام أبي هريرة يعني: أورد الحديث من أجلها.
وله أمثلة أيضا كما ذكر ابن كثير -رحمه الله- أن الخطيب البغدادي ألف مؤلفا في ذلك، وتوجد هذه الألفاظ مدرجة في بعض الروايات في الصحاح، كما ذكر ابن كثير -رحمه الله-، قد توجد في الصحاح أيضا ألفاظ مدرجة يعني: صورتها أنها من كلام من؟ من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وعند التحقيق يتبين أنها من كلام أحد الرواة.