[النوع التاسع والخمسون: في معرفة المبهمات من أسماء الرجال والنساء]
النوع التاسع والخمسون: في معرفة المبهمات من أسماء الرجال والنساء، وقد صنف في ذلك الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، والخطيب البغدادي وغيرهما.
وهذا إنما يستفاد من رواية أخرى من طرق الحديث، كحديث ابن عباس: ? أن رجلا قال: يا رسول الله، الحج كل عام؟ ? هو الأقرع بن حابس، كما جاء في رواية أخرى.
وحديث بن سعيد: أنهم مروا بحي قد لدغ سيدهم فرقاه رجل منهم، هو أبو سعيد نفسه، في أشباه لهذا كثيرة يطول ذكرها.
وقد اعتنى ابن الأسير في أواخر كتابه "جامع الأصول" بتحريرها، واختصر الشيخ محيي الدين النووي كتاب الخطيب في ذلك، وهو فن قليل الجدوى بالنسبة إلى معرفة الحكم من الحديث، ولكنه شيء يتحلى به كثير من المحدثين وغيرهم.
وأهم ما فيه ما رفع إبهاما في إسناد، كما إذا ورد في سند عن فلان ابن فلان أو عن أبيه أو عمه، أو أمه، فورد تسمية هذا المبهم من طريق أخرى فإذا هو ثقة أو ضعيف أو ممن ينظر في أمره، فهذا أنفع ما في هذا.
نعم، هذا النوع تعيين المبهمين في المتون أو في الأسانيد، قسمه ابن كثير إلى قسمين:... يقسمونه العلماء -رحمهم الله- إلى قسمين:
المبهم في المتن، والمبهم في الإسناد. كثيرا ما يأتي المبهم في المتن، بأن يقول: قال رجل. ولا سيما إذا كان فيه منقبة، فإن الصحابي يريد التحديت بالحديث، ولكنه لا يريد أن يزكي نفسه، فلا يقول: جئت إلى النبي وقلت له كذا، وقال لي كذا، وإنما في الغالب أن يقول: قال رجل أو جاء رجل، وهذا معروف عنهم -رضي الله عنهم.....