النوع الثاني والأربعون: معرفة المُدَبَّج: وهي رواية الأقران سِنًّا وسَنَدا، واكتفى الحاكم بالمقاربة بالسند، وإن تفاوتت الأسنان، فمتى روى كل منهم عن الآخر سُمِّي مُدَبَّجًا، كأبي هريرة، وعائشة، والزهري، وعمر بن العزيز، ومالك، والأوزاعي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، فما لم يروِ عنه الآخر لا يُسَمَّى مُدَبَّجًا، والله أعلم.....
نعم، هذا النوع سَمَّاه الدارقطني، سماه المُدَبَّج، يقولون: إنه مأخوذ من ديباجتي الوجه، يعني: لتساويهما.
والمقصود بهذا النوع أن يروي اثنان متساويان، متقاربان في الطبقة أو متساويان، يروي كل واحد منهما عن الآخر بهذا الشرط، يعني: لكي يُسمى مُدَبَّجًا أن يروي القرين عن قرينه، صحابي عن صحابي، يعني: توجد رواية عائشة عن أبي هريرة: ورواية أبي هريرة عن عائشة، فإذا لم توجد الروايتان، بس فقط وُجِدَتْ رواية واحدة عن الآخر فيسمونها رواية الأقران، وهي لا تدخل في المُدَبَّج.
فرواية الأقران إذن أن يروي أحدهما عن الآخر، أو يروي كل واحد عن الآخر، ولكن هذا الثاني له اسم خاص به، وهو المدبج.
إذا روى كلُّ قرينٍ عن قرينه، فهذا يُسمى المدبج، ويُسمى أيضا رواية الأقران.
أما إذا روى واحد عن الآخر فهذا لا يدخل في المُدَبَّج، وهو من النوع -كما ذكرت- الذي استُحدِث متى هذا الاسم، وهذا المصطلح؟ متأخرا.
يعني: لا تجد في كلام الإمام أحمد -يعني- اسم المدبج، أو بكلام ابن المديني أو بغيره، فهذا إنما -يعني- وُجِدَتْ التسمية هذه فيما بعد. نعم..