[النوع الثالث والخمسون: معرفة المؤتلف والمختلف في الأسماء والأنساب]
النوع الثالث والخمسون: معرفة المؤتلف والمختلف في الأسماء والأنساب وما أشبه ذلك، ومنه تتفق في الخط صورته وتختلف في اللفظ صيغته، قال ابن الصلاح: وهو فن جليل، ومن لم يعرفه من المحدّثين كثر عثاره، ولم يعدم مخجلا.
وقد صُنف فيه كٌتب مفيدة من أكملها: "الإكمال" لابن ماكولا على إعواز فيه، قلت: وقد استدرك عليه الحافظ عبد الغني بن نقطة كتابا قريبا من " الإكمال " فيه فوائد كثيرة.....
وللحافظ بن عبد الله البخاري من المشايخ المتأخرين كتاب مفيد أيضا في هذا الباب، ومن أمثلة ذلك:
سلَام وسلَّام، عُمارة وعِمارة، حِزام حرام، عباس عياش، غنام عتام، بشار يسار، بشر بسر، بشير يسير نسير، حارثة جارية، جرير حرير، جبان حيان، رباح رياح، سريح شريح، عَبّاد عُبّاد ونحو ذلك.
وكما يقال: العنسي والعيشي والعبسي، الحمان والجمان، الخياط والحناط والحباط، البزار والبزاز الأُلّي والأيلي، البصري والنصري، الثوري والتوزي، الجُرَيري والجَرِيري والحريري، السَلمي والسُلمي، الهمداني والهمذاني وما أشبه ذلك وهو كثير.
وهذا إنما يُضبط بالحفظ محررا في مواضعه -والله تعالى المعين الميسر وهو المستعان.
هذا فن اهتم به المحدِّثون كثيرا وهو فن المؤتلف والمختلف، ويقصدون به أن تتفق صورة الخط ويختلف الضبط.
ويوجد هذا في الأسماء، ويوجد في الكنى، ويوجد أيضا في الأنساب.واهتم به المحدّثون.
ومن أوائل من ألف في ذلك ... يعني كان المحدثون الأوائل يهتمون به في كتبهم بصفة عامة، مثل كتب الإمام أحمد، تجد فيها ضبطا للأسماء وتجد فيها أيضا تنبيها على ذلك.
لكن جمع الحافظ بن ماكولا كتابا في هذا سماه الإكمال، ثم تتابع التأليف بعده: الخطيب البغدادي، والدارقطني، وعبد الغني بن سعيد، وابن نقطة، ثم كذلك أيضا الذهبي له كتاب اسمه "مشتبه النسبة".
ثم ابن ناصر الدين له كتاب على كتاب الذهبي، وابن حجر أيضا له كتاب على كتاب الذهبي.
والمقصود بهذا كله مساعدة طالب العلم على ضبط الأسماء، وهذه الأسماء كثيرا -جدا- ما يقع فيها التصحيف.
هذا من أهم الأشياء التي تتعب الباحثين، سواء في التحقيق أو أيضا في دراسة الأسانيد، فإنها لا تؤخذ بالقياس، يعني الاسم لا يؤخذ بالقياس، يعني الكلمة من الممكن أن تقرأها بمساعدة ما قبلها وبمساعدة ما بعدها، لكن الأسماء لا تؤخذ بالقياس، لا تؤخذ بما قبلها ولا بما بعدها ...