النوع الثالث والستون: معرفة الطبقات: وذلك أمر اصطلاحي، فمن الناس من يروي الصحابة كلهم طبقة واحدة، ثم التابعون بعِدهم كذلك، ويستشهدون على هذا بقوله -عليه الصلاة والسلام-: ? خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ? وذكر بعد قرنه قرنيين أو ثلاثة، ومن الناس من يُقسم الصحابة إلى طبقات، وكذلك التابعين فمن بعدهم، ومنهم من يجعل كل قرنٍ أربعين سنة، ومن أجّل الكتب في هذا: طبقات محمد بن سعد كاتب الواقدي، وكذلك كتاب "التاريخ" لشيخنا العلامة أبي عبد الله الذهبي -رحمه الله- وله كتاب "طبقات الحفاظ" مفيد أيضا جدا.
نعم هذا النوع "معرفة الطبقات"، كان حقه أن يُذكر إلى جنب أو مع الوفايات؛ لأنه متعلق بالإرسال وبالاتصال والانقطاع، وقد اعتنى العلماء -رحمهم الله تعالى- بهذا الجانب، ومن أول من ألف في هذا ابن سعد، ألف كتابه "الطبقات"، وكذلك خليفة بن الخياط، وجماعة من العلماء ألفوا كتبهم على الطبقات، ولهم اصطلاح في ذلك، منهم من يجعل الطبقة عشر سنوات، ومنهم من يوسعها فيجعلها أربعين، ومنهم من يجعلها على الصحابة وعلى التابعين، كما فعل ابن حبان، وأيضا ... ومنهم من يجعل الصحابة طبقة واحدة، ومنهم من يجعلهم على طبقات، وهذا اصطلاح لكل أمام، والمقصود الأول، المقصود من هذا كله: أن طالب العلم يستفيد منه في معرفة الاتصال والانقطاع.
هذا أهم ما يفيد في معرفة الطبقات، ثم أُلفت كتب متأخرة في الطبقات: منها كتاب" سير أعلام النبلاء" للذهبي، وأيضا كتابه "تاريخ الإسلام"، وكتابه "تذكّرة الحفاظ"، هذه كلها على تاريخ الإسلام، على الوفايات، ما في شك على السنوات، لكن "سير أعلام النبلاء" ... وكلها على السنوات، لكن بالنسبة لـ"سير أعلام النبلاء"، و"تذكّرة الُحفاظ"، يذكر الطبقة الفلانية ثم الطبقة الفلانية، ويجمعهم جامع مقدار عشرين سنة مثلا. نعم الذي بعده يا شيخنا.
النوع الرابع والستون معرفة الموالي من الرواة والعلماء....