للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا -يعني- يوجد أيضا في الصحابة، قد يذكر بعض العلماء فلانا في الصحابة لأنه قال: عن رسول الله، أو قال: قال رسول الله، أو ربما: سمعت رسول الله، ويكون هذا خطأ من بعض الرواة، وإنما هو ليس بصحابي، وهذا يوجد كثير.

فالاختلاف إذن في قوله: "بحسب مبلغهم من العلم"، يعني: أن هذا مرده إلى أمرٍ اجتهادي. نعم.. الذي بعده.

[النوع الحادي والأربعون: معرفة رواية الأكابر عن الأصاغر]

النوع الحادي والأربعون: معرفة رواية الأكابر عن الأصاغر: قد يروي كبير القدر أو السن أو هما عما دونه في كل منهما أو فيهما، ومن أجلّ ما يُذكر في هذا الباب ما ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خطبته عن تميم الداري، بما أخبره به عن رؤية الدجال في تلك الجزيرة التي في البحر، والحديث صحيح.

وكذلك في صحيح البخاري رواية معاوية بن أبي سفيان، عن مالك بن يخامر، عن معاذ، وهم بالشام، في حديث: ? لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ?.

قال ابن الصلاح: وقد روى العبادلة عن كعب الأحبار.

وقلت: وقد حكى عنه عمر وعلي وجماعة من الصحابة.

وقد روى الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري عن مالك، وهما من شيوخه، وقد روى عن عمرو بن شعيب جماعة من الصحابة والتابعين، قيل: عشرون، ويقال: بضع وسبعون، فالله أعلم.

ولو سردنا جميع ما وقع من ذلك لطال الفصل جدا.

قال ابن الصلاح: وفي التنبيه على ذلك من الفائدة معرفة الراوي من المروي عنه.

قال: وقد صح عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: ? أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننزل الناس منازلهم ?.

نعم، هذا النوع في معرفة رواية الأكابر عن الأصاغر، وذكر ابن كثير أنه على قسمين:

يعني: الكبر قد يكون سنا، وقد يكون قدرا وفضلا، وهذا بلا إشكال، ولكن المقصود الأول هنا أيهما؟ المقصود الأول هو رواية الأكابر سنا عن الأصاغر سنا، وهذا يحدث كثيرا في الرواة، والغرض منه......

<<  <   >  >>