أحمد بن يوسف السلامي، شيخ مسلم، وهو أزدي، ولكنه نسب إلى قبيلة أمه وكذلك حفيده أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي، حفيد هذا أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي، ومن ذلك مقسم مولى بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- للزومة له، وإنما هو مولى لعبد الله بن الحارس بن نوفل، وخالد الحذاء، إنما قيل له ذلك لجلوسه عندهم، ويزيد الفقير؛ لأنه كان يألم من فقار ظهره.
يعني: هناك بعض الأنساب وبعض... ينسب الرواة إلى أنساب على خلاف ظاهرها، والمراد بكونها على خلاف ظاهرها، يعني أن الشخص لا ينسب إلى من ينسب إليه حقيقة، وإنما لسبب من الأسباب، قد يكون من قبيلة ولكنه نسب إلى قبيلة ثانية؛ إما أنها قبيلة أمه وتربى عندهم؛ وإما لكونه نزل فيهم أو قريبا منهم أو يتردد إليهم، فينسب لذلك.
والمقصود من هذا أنك تعرفه فيما لو ينسب إلى قبيلته الأصلية... قد ينسب إلى قبيلته الأصلية أو بلده الأصلي أو إلى ...يعني من ينسب إليه حقيقة، وقد ينسب إلى غير ما نسب إليه، أو غير ما ينتسب إليه، فلا يظن الظانّ أو الباحث أنهما اثنان وإنما هما شخص واحد
اعتنى العلماء بهذا، يقولون: فلان من بني كذا، مثلا هذا العرزمي: بطن من فزارة نزل فيهم هذا عبد الملك بن أبي سليمان، وليس هو بعرزمي وإنما نزل فيهم، كما نعرف نحن والقبائل العربية حين مصرت الأمصار ماذا فعلوا؟ كل قبيلة اختصت لها مكانا تنزل فيه، فربما شخص من خارج هذه القبيلة نزل فيهم؛ لأنه -يعني- بعد أن استقروا وعاشوا عيشة الحضارة والمدن اختلطوا فربما من نزل فيهم وهو ليس منهم فينسب إليهم.
وهذا كله ... مثل خالد الحذاء إنما قيل له ذلك لجلوسه عندهم، والحذاء من هو؟ هو الذي يشتغل بالأحذية، لكنه يجلس عند الحذائين فنسب إليه يقال له: خالد الحذاء.
ومنهم من يقول: إنه لقب بهذا؛ لأنه كان يقول كثيرا احذُ على هذا النحو، احذُ على هذا النحو، فلقب لتكراره هذه الكلمة بالحذاء.
كذلك يزيد الفقير، ليس هو بفقير، وإنما هو كان يشكو فقار ظهره فلقب بذلك، ومثله يزيد بن الضال الذي مر ... أو عبد الكريم الضال يعني هو ضال ولكن ليس من الضلالة المشهورة، ولكنه ضل في طريق مكة فلقب بالضال.