أما التعليق فهذه طريقة لبعض العلماء، التعليق اضطروا إليه أثناء الرواية، أثناء تحديث الشيخ يسرع في الكتابة يسمونها التعليق، فتأتي الكلمات مثل أي لغة التي هي مشبوكة، بعض اللغات غير العربية، لكن بالعربية أيضا أحيانا يشبكون الكلمات.
كان ابن تيمية -رحمه الله- يقولون: يمسك القلم من أول السطر ولا يطلقه، ما يرفعه إلا في آخر السطر.
يقول: إن هذا يؤدي إلى عُسر القراءة، ولكن يضطره أحيانا هو كما تعرفون ألَّف الواسطية يقولون: بين صلاة الظهر وبين صلاة العصر، بعض رسائله كتبها كلها إجابة في مجلس واحد، يضطر إلى السرعة يسمونه التعليق، التعليق يعني: شبك الكلمات، والتدقيق: هو دقة الكتابة.
ويقولون: يكره أن تكتب ... حتى قال بعض الإخوان لما رأى الخط دقيق قال: هذا ما يصلح ترويه علم، ولكن الآن -بحمد الله- جاء التكبير، واستجدت أمور.
فكما ذكر هنا التدقيق، يقول الإمام أحمد:"يخونك أحوج ما تكون إليه" ما معنى كلامه؟ يقول: إنه تقدم بك العمر وضعفت قواك ومنها البصر، فإن ما كتبته في شبابك قد لا تستطيع قراءته في كبرك، فيُنصح بتوضيح الكتابة. نعم.
إرشادات لكاتب الحديث
قال ابن الصلاح: وينبغي أن يجعل بين كل حديثين دائرة، وممن بلغنا عنه ذلك: أبو الزناد، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم الحارذي، وابن جرير الطبري.
قلت: قد رأيته في خط الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى-، قال الخطيب البغدادي: وينبغي أن يترك الدائرة غفلا، فإذا قابلها نقَطَ نُقطة.
قال ابن الصلاح: ويكره أن يكتب عبد الله بن فلان فيجعل عبد في آخر سطر والجلالة في أول السطر، بل يكتبها في سطر واحد.
قال: وليحافظ على الثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله، وأن تكرر فلا يسأم فإن فيه خيرا كثيرا.
قال: وما وُجد من خط الإمام أحمد من غير صلاة فمحمول على أنه أراد الرواية.
قال الخطيب: وبلغني أنه كان يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - نطقا لا خطا.