فبهذه الثلاثة، والمثال المذكور الآن ينطبق هذا، انظر المثال الآن: روى بعضهم عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني بسر بن عبد الله، سمعت أبا إدريس يقول: رواه آخرون عن ابن المبارك، فلم يذكروا سفيان.
إذن ابن المبارك يرويه مباشرةً عن مَنْ؟ وهذا هو الصواب، يرويه ابن المبارك عن عبد الرحمن، وهذا هو الذي رواه الجماعة عن ابن المبارك، وقوله: رواه بعضهم. بالنسبة للتتبع ما وجدت أحدا مسمّى رواه هكذا بالزيادة، ولكن ما فُقِد من الأسانيد، وقد يكون لما وقفت عليه، يعني: يحتاج إلى بحث.
الزيادة الثانية: إذًا هذا الوهم من مَنْ؟ من بعض أصحاب مَنْ؟ ابن المبارك.
فيه زيادة ثانية في الإسناد، وهو قوله: سمعت أبا إدريس. فقد رواه الجماعة عن سفيان الثوري وجماعة، عن عبد الرحمن بن يزيد، بدون ذكر أبي إدريس، فالوهم يكون هنا من ابن المبارك.
وفيه يقول بُسر بن عبد الله: سمعت واثلة بن الأسقع، يعني: يصرح فيه بالتحديد، فهذا هو يسمى، ماذا يسمى الآن؟ هذا يسمى "المزيد فيه متصل الأسانيد"، وقد صنف فيه الخطيب كتابا حافلا سماه "المزيد"، هو أول من سماه بهذا، سماه "المزيد في متصل الأسانيد".
ماذا يقول ابن الصلاح؟ يقول: في بعض ما ذكره نظر. ما معنى:"في بعض ما ذكره نظر"؟ يعني: فيما حكم عليه بأنه مزيد نظر، لمَ في بعضه نظر؟ لأن حكم الخطيب راجع إلى أمر نقلي أو اجتهادي؟ هل منكم يُبَيّن؟
الرواة اختلفوا، بعضهم زادوا، وبعضهم نقصوا، نحتاج إلى أي شيء الآن؟ إلى الترجيح، قد يكون الخطيب رجَّح ما هو..، قد يكون، وهذا لا إشكال فيه؛ لأنه ليس كل عالم يصيب في كل اجتهاداته.
فهذه الكلمة أصلا تحصيل حاصل في بعض ما ذكره، يعني: أنه لم يُصِبْ في جميع، وهذا ليس مطلوبا منه، وإنما مطلوب أن ينظر في الطرق ويرجّح.
وهذا -يعني- الكتاب مطبوع، طُبعَ للخطيب كتب عديدة في الآونة الأخيرة، مثل ما تقدم "الفصل والوصل"، و"مدرك النقل"، و"تلخيص المتشابه"، قد يكون هذا من بينها، ولست متأكدا. نعم. تفضل يا شيخ.