نعم، هذا تكملة لنوع متعلق بالصحابة، وذكر فيه ابن كثير عددا من الأمور، منها ذَكَر المكثرين من الصحابة، وهم معروفون، ذكرهم الإمام، أو ذكر منهم ستة الإمام أحمد، ولم يرد بهذا الترتيب ترتيبهم في الكثرة؛ فقد ذكر أبا هريرة قبل عائشة في الأخير، مع أنه -كما هو معروف- هو أكثر الصحابة رواية - رضي الله عنه -.
وأضاف ابن كثير عددا من المكثرين، ثم عَرَّج على قضية مصطلح "العبادلة"، إذا قيل: العبادلة، فيراد بهم أربعة، وهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
ولا يعدون فيهم عبد الله بن مسعود؛ لأنه مات قديما، وهؤلاء عاشوا في عصر واحد، وحتى وفاتهم -يعني- متقاربة، بينهم سنوات قليلة، فهؤلاء يقال لهم: العبادلة الأربعة.
ثم تكلم على قضية أول من أسلم من الرجال، وهذه لا تدخل في علم المصطلح دخولا مباشرا، ولا أثر لها في نقل السنة.
ثم تكلم على آخر الصحابة موتا: أنس بن مالك، وهذا -يعني- إلى آخر ما ذكره، وهذا يستفيد منه الناقد أحيانا في معرفة الاتصال والانقطاع بين هذا الصحابي وبين الراوي عن -رضوان الله عليهم.
ثم ذكر ابن كثير بِمَ تُعْرَف الصحبة، وقال: بالتواتر، أو بأخبار مستفيضة، أو بشهادة غيره من الصحابة له، أو بروايته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - سماعا ومشاهدة، فهذه طرق إثبات الصحة.
فإذا صح الإسناد إلى تابعي ثقة، وقال: سمعت فلانا يحدث أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا كافٍ في إثبات الصحبة، لماذا؟ لأن الصحبة، إثبات الصحبة عبارة عن تعديل، وقد مَرَّ بنا أنه يقبل في التعديل قول واحد.
هذا -يعني- الذي عليه العمل في إثبات الصحبة، ولهذا يقولون أحيانا: هذا ليس بصحابي؛ لأن الإسناد إليه لم يصح. هكذا في الكتب المؤلفة في الصحابة. نعم.