وأيضا روى حديثا آخر، وهو حديث ? أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَم على صفية بسويقٍ وتمر ? وقد رواه سفيان بن عيينة -أيضا- عن وائل بن داود.
ثم ذكر ابن كثير -رحمه الله- عددا من الأمثلة، وعَرَّج في الخير على قضية صحابة، أربعة من الصحابة -رضوان الله عليهم-، محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، كان هؤلاء كلهم صحابة: مُحمد، وعبد الرحمن، وأبو بكر - رضي الله عنه - ووالده أبو قحافة، لكن محمد هذا صغير، صحابي صغير، وهذا إلى رواية الأقارب بعضهم عن بعض.
ونلاحظ وإنكم تلاحظون من الحديث الذي ذكره من رواية أبي المظفر السمعاني، عن ابنه، من رواية أبي عمرو، فهو الشيخ أبو عمرو بن الصلاح، عن أبي المظفر عبد الرحيم ابن الحافظ أبي سعد، عن أبيه، عن ابنه أبي المظفر، الحديث بهذا الإسناد يعني أبي أمامة: ? أحضروا موائدكم البقل ?.
وهذا الحديث موضوع كما قال ابن كثير، وإن سكت عنه ابن الصلاح، لكن الذي نريده هنا هو أن هذه الدقائق التي هي رواية الأب عن ابنه، أو عن الأم، يعني: هذه الأمور كثيرا ما يقع فيها في التمثيل لها يقع ماذا؟ تسامح، يقع تسامح، انظر الآن تسّمح ابن الصلاح في هذا المثال ليمثّل به على رواية الأب عن ابنه، وهو حديث موضوع.
فمثل هذه الدقائق اهتم بها المحدثون، ولكن يتسمَّحُون في التمثيل لها.
نعم، قد يصح منها المثال والمثالان، ولكن يتسَمَّحُون في إيراد بعض الأمثلة التي لا تصح، ومنها هذا الحديث، أو يكون فيه غلط أحيانا.
والمقصود من هذا الموضوع كله، هذا النوع هو ألا يظن الظانُّ أن في الإسناد تقديم وتأخير، في العادة من الذي يروي عن الآخر: الابن، أو الأب؟ الذي يروي هو الابن، ولكن قد يروي الأب في حال نادرة، فإذا جاء مثل هذا لا يظن الناظر أن في الإسناد قلبا، أو أن فيه تقديما وتأخيرا. نعم.