وأما سليمان الفارسي فقد حكى العباسي بن يزيد البحراني بإجماع على أنه عاش مائتين وخمسين سنة، واختلفوا في من زاد على ذلك إلى ثلاث مائة وخمسين سنة، وقد أورد الشيخ أبو عمرو بن الصلاح -رحمه الله- وفيات أعيان من الناس:
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على المشهور، يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وأبو بكر عن ثلاثة وستين أيضا في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وعمر - رضي الله عنه - عن ثلاثة وستين أيضا من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين.
قلت: وكان عمر أول من أرخ التاريخ الإسلامي بالهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، كما بسطنا ذلك في سيرته وفي كتابنا:"التاريخ"، وكان أمره بذلك في سنة ست عشرة من الهجرة.
وقتل عثمان بن عفان وقد جاوز الثمانين، وقيل بلغ التسعين سنة في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.
وعليّ: في رمضان سنة أربعين عن ثلاث وستين في قول، وطلحة والزبير قتلا يوم الجمل سنة ست وثلاثين، قال: الحاكم وسن كل منهما أربع وستون سنة.
وتوفي سعد عن ثلاث وسبعين، سنة خمس وخمسين، وكان آخر من توفي من العشرة.
وسعيد بن زيد: سنة إحدى وخمسين، وله ثلاث أو أربع وسبعون، وعبد الرحمن بن عوف: عن خمس وسبعين، سنة اثنتين وثلاثين.
وأبو عبيدة: سنة ثماني عشرة وله ثمان وخمسون -رضي الله عنهم أجمعين-.
وأما العبادلة: فعبد الله بن عباس: سنة ثمان وستين، وابن عمر وابن الزبير: في سنة ثلاث وسبعين، وعبد الله بن عمرو: سنة سبع وستين.
وأما عبد الله بن مسعود فليس منهم، قاله أحمد بن حنبل، خلافا للجوهري حيث عده منهم، وقد كانت وفاته سنة إحدى وثلاثين.
قال ابن الصلاح: الثالث: أصحاب المذاهب الخمسة المتبوعة: سفيان الثوري: توفي بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة وله أربعة وستون سنة، وتوفي مالك بن أنس بالمدينة سنة تسع وسبعين ومائة وقد تجاوز الثمانين.