وذكر أنه يقول له عند كل واحد: أمن العرب أم من الموالي؟ فيقول: من الموالي. فلما انتهى قال:"يا زهري، والله لتسودن الموالي على العرب، حتى يُخطب لها على المنابر والعرب تحتها". فقلت:"يا أمير المؤمنين، إنما هو أمر الله ودينه، فمن حفظ ساد، ومن ضيعه سقط".
قلت: "وسأل بعض الأعراب رجلًا من أهل البصرة فقال: من هو سيد هذه البلدة؟ قال: الحسن بن أبي الحسن البصري. قال: أمولى هو؟ قال: نعم. قال: فبم سادهم؟ قال: بحاجتهم إلى علمه، وعدم احتياجه إلى دنياهم. فقال الأعرابي: هذا لعمر أبيك هو السؤدد.
نعم هذا النوع في معرفة الموالي، من الرواة والعلماء، والموالي: هم الذين ... معروف هذا المصطلح، يعني من غير العرب؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عربي، وبعث في أمة العرب، ثم انتشر الإسلام، ودخل فيه أٌناس من غير العرب، في عهده -صلى لله عليه وسلم- وبعد عهده، ثم هؤلاء تفقهوا في الدين، ورووا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسادوا بذلك، وهم أكثر، أكثر من العرب بلا إشكال.
الأمم ... كانت العرب قلة، فلما دخلوا هؤلاء في دين الله، ويعني كانوا أيضا أهل كتابة وأهل حضارة، يعني انتشر فيهم العلم وسادوا بذلك.
فهذا الفصل مقصود به أن يٌقال: فلان التيمي، فلا يظن الظان مثلًا أنه تيمي صليبة، ولكن هذا ليس له كبير فائدة بالنسبة لنقل السنة، حتى أن بعض الباحثين الآن وبعض المشايخ، تجد في الكتب فلانا التيمي مولى لهم، يقول: احذف مولى لهم. أصبحت الآن لا حاجة لها، ويعني وأصله الحديث هذا: ? مولى القوم من أنفسهم ? أو ? فإن مولى القوم منهم ?.
وكذلك أيضا -يعني- ابن كثير -رحمه الله تعالى- تحدث في هذا الفصل عن شرح ... كأنه شرح لقوله -تعالى-: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(١) ? لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى ?.