وكثيرا ما يُفرق المحدثون أو الأئمة، بين فلان وفلان، في أنه يأتي بالإسناد المدني، ويأتي ذاته في الإسناد الكوفي، فيفرق العلماء، ونحن نستفيد من هذا أيضا في تمييز الرواة، ومعرفة هذا من هذا، وقد يعني العلماء ألفوا ... من أجلّ ما أُلِف في هذا ... شرح ابن كثير قبل هذا، شرح ابن كثير أن العرب كانوا يُنسبون أولًا إلى قبائلهم، فيُقال: التيمي القرشي الأسدي ... إلى آخره، ثم لما جاء الإسلام ...
غير العرب يُنسبون إلى الشعوب: التركي، الفارسي مثلًا، وإلى رساتيقها وبلدانها، يعني: إلى أقاليمها والبلدان، فلما جاء الإسلام وانتشر الناس في الأقاليم، يُقال: العراقي، ويُقال: الكوفي، ونُسبوا إلى البلدان.
ومن أجّلّ ما أُلف في ذلك: كتاب "الأنساب" للسمعاني، هذا كتاب حافل، ولكنه ليس خاصا بالنسبة إلى البلدان، يعني فيه النسب إلى القبيلة، وإلى البلد، وإلى الحرفة، وإلى غير ذلك.
ثم ذكر ابن كثير قاعدة في هذا: أنه إذا كان الرجل يسكن في قرية فله أن ينتسب إليها، وله أن ينتسب إلى ما حولها من مدينة كبيرة، وله أن ينتسب إلى الإقليم أيضا، وهذا أمر شائع لا إشكال فيه، وهذا آخر ما ذكره، وهذا هو آخر الأنواع في كتاب "اختصار علوم الحديث"، وقد -يعني- علقت عليه بما يسر، والغرض منه -إن شاء الله تعالى- أن أستفيد ويستفيد منه السامع، وأسأل الله -تعالى- أن يجزي الحاضرين خيرا على حسن استماعهم، وعلى أدبهم، وعلى أسئلتهم، وأن ينفعهم بما تعلّموا، وأن يزيدهم علما، وأن لا يجعل هذا وبالًا علينا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.