للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يورد كثيرا من المصطلحات, ويستخدم مصطلحات كثيرة، يعني: يستفيد طالب العلم أمورا تطبيقية عملية على هذه المصطلحات.

إنكار ابن الصلاح على ابن حزم رده حديث الملاهي

وأنكر ابن الصلاح على ابن حزم رده "حديث الملاهي"، حيث قال فيه البخاري: "وقال هشام بن عمار"، وقال: أخطأ ابن حزم من وجوه؛ فإنه ثابت من حديث هشام بن عمار.

قلت: وقد رواه أحمد في "مسنده", وأبو داود في "سننه"، وأخرجه البرقاني في "صحيحه"، وغير واحد, مسندا متصلا إلى إشهاد ابن عمار وشيخه -أيضا- كما بيناه في كتاب "الإحكام", ولله الحمد.

هذه مسألة -يعني- تطبيقية على ما يقول فيه البخاري, لكن هذه دون التي قبلها، التي قبلها ماذا يقول البخاري عن شيخه؟ قال: "لنا"، أما هذه: ما فيها لنا، إنما قال: "فلان".

فابن حزم -رحمه الله تعالى- لما احتج عليه, معروف أن ابن حزم -رحمه الله- يبيح شيئا من الغناء؛ فاحتج عليه بهذا الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه، وقال فيه: "وقال هشام بن عمار"، لم يقل: "حدثنا هشام بن عمار" وهو من شيوخه، هو من شيوخ البخاري -رحمه الله-.

فابن حزم -رحمه الله- يقول: إن هذا منقطع لماذا؟ لأن البخاري لم يقل: "حدثنا"، فردوا عليه من عدة جهات:

أولا: أن هشام بن عمار شيخ البخاري, فإذا قال البخاري: "قال هشام بن عمار", والبخاري ليس بمدلس؛ فمعناه: أنه قد سمعه من هشام بن عمار, والإسناد متصل.

وهذا من الأشياء التي يقول ابن حجر -رحمه الله-: إن البخاري لا يعدل عن التصريح بالتحديث إلا لسبب، يقول: لعله بسبب الاختلاف في تسمية الصحابي؛ لأن الحديث من طريق عبد الرحمن بن غنم الأشعري, عن أبي عامر, أو أبي مالك الأشعري, يعني: تردد في اسم الصحابي، يقول: لعله لهذا؛ عدل البخاري عن: "حدثنا" إلى: "قال".

<<  <   >  >>