قال أبو جعفر: وقد يجوز ما قال أبو حاتم على أن يفعل في الذين هاهنا مثل ما ذكرنا قبل، إلا أن البين الذي عليه أهل التأويل أن يكون والذين الثاني معطوفًا على الأول كما قال ثابت البناني تلا الحسن (الذين ينفقون في السراء والضراء) إلى (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم)(فقال: إن هاذين لنعت رجل واحد، قال أبو حاتم (فاستغفروا لذنوبهم) وقف كاف وغلط في هذا لأن الكلام متعلق بما بعده والمعنى فاستغفروا لذنوبهم، {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} لأن الاستغفار مع الإصرار غير ممدوح صاحبه.
{ومن يغفر الذنوب إلا الله} عن نافع: تم، وخولف في هذا لأن ما بعده متعلق بما قبله (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) قطع حسن والتمام {ونعم أجر العاملين}{قد خلت من قبلكم سنن} ليس بتمام لأنه متعلق بما بعده يدلك على ذلك التفسير قال مجاهد: سنن من المؤمنين والكافرين، وقال غيره سنن أمثال، والسنن في العربية جمع سنة وهو المثال الذي يقتدي به والأمر الذي يؤتم به كما قال:
من معشر سنت لهم آباؤهم = ولكل قوم سنة وإمامها
ويقال سن فلان سنة حسنة وسنة قبيحة.
والوقف الحسن {فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} والتمام