عوجًا فقفز إلى الهواء عشرة أذرع وكان طوله عشرة أذرع وطول عصاه عشرة أذرع فبلغ كبه فضربه فقتله.
وقال محمد بن إسحاق: سار موسى ببني إسرائيل ومعه كالب زوج مريم أخت موسى وتقدم يوشع ففتح المدينة ودخل موسى صلى الله عليه وسلم فقتل عوجا، والتمام في هذه الأقوال {فإنها محرمة عليهم أربعين سنة} ويكون {يتيهون} مستأنفًا.
وكان محمد بن جرير يختار هذا القول لأنه لا اختلاف بين أهل النقل أن موسى قتل عوجا من الجبارين ومحال أن يكون قتله قبل التيه لأنه لو قتله قبل التيه لم يفرغ بنو إسرائيل من الجبارين ويخالفوا على موسى صلى الله عليه وسلم.
قال أبو جعفر: والذي قاله حسن، ويؤيده أنه من قال: التمام (فإنها محرمة عليهم) قال: في الكلام تقديم وتأخير، والمعنى عنده (يتيهون في الأرض أربعين سنة) وسبيل النظر لا ينوي بشيء تقديم وتأخير إلا بحجة قاطعة {فلا تأس على القوم الفاسقين} قطع تام.
قال أبو العالية: كانوا ستمائة ألف سماهم الله فاسقين بهذه المعصية {قال لأقتلنك} قال نافع: تم {قال إنما يتقبل الله من المتقين} قطع صالح وليس بتمام، لأن ما بعده متصل به، وكذا {إني أخاف الله رب العالمين} والوقف الحسن {وذلك جزاء