للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها} قطع كاف عند أبي حاتم والعباس بن الفضل والتمام على ما روينا عن نافع {قل إن الله لا يأمر بالفحشاء} وعند غيره {أتقولون على الله ما لا تعلمون}، قال أبو عبد الله {كما بدأكم تعودون} تمام الكلام وهو قول الأخفش وأبي حاتم، ولأهل التأويل وأهل العربية فيها قولان: قال الحسن وقتادة (كما بدأكم تعودون) كما خلقكم كذلك (يحييكم ثم يبعثكم) فعلى هذا القول التمام تعودون.

وقال مجاهد: من بدأه سعيدًا بعثه الله يوم القيامة سعيدًا ومن بدأه شقيًا بعثه شقيًا، ويروى عن ابن عباس نحو هذا فعلى هذا القول لا يقف على تعودون كذا فينصب (فريقًا) وفريقًا تعودون على الحال كما روى عن أبي بن كعب أنه قرأ (كما بدأكم تعودون) فريقين: فريقًا هدى وفريقًا حل عليهم الضلالة وعلى هذا القول الأول تنصب فريقًا بـ هدى، وفريقًا بمعنى: وأضل فريقًا حق عليهم الضلالة، ويكون التمام على هذا (تعودون).

والحديث المسند يدل على هذا القول، حدثنا أحمد بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني المغيرة بن النعمان حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة غرلا وأول من يكسى إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ بمعنى كما بدأكم تعودون أول خلق نعيده، (وفريقًا حق عليهم الضلالة) قطع حسن والتمام

[١/ ٢٥٠]

<<  <   >  >>