والتقدير الثالث أن يكون كما قسما مثل {والسماء وما بناها} فجعل الكاف بمعنى الواو وهذا مذهب أبي عبيدة.
وفي (كما) تقديرات ثلاثة غير هذه فعليها لا يتم الكلام على ما قبل (كما) منها أ، يكون التقدير: وأصلحوا ذات بينكم فإن ذلك خير لكم وإن كرهتموه كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وقد كرهوه، وهذا معنى قول عكرمة وأحد قولي الأخفشى.
والتقدير الثاني: أولئك هم المؤمنون حقا كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وهو قول الأخفش الثاني.
والقول الثالث أن يكون التقدير: يسألونك عن الأنفال كراهة لما جرى فيها كما أخرجك ربك من بيتك بالحق فكرهوه وهذا المعنى قول أبي إسحاق.
قال يعقوب: ومن الوقف {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقًا من المؤمنين لكارهون} فهذا الوقف الكافي ثم قال جل وعز مخبرًا {يجادلونك في الحق بعد ما تبين}، قال أبو جعفر: فأما على قول مجاهد فلا يوقف على (بالحق) لأن يجادلونك جواب، والقطع التام على قول {كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون}.