وانقطع الكلام ثم قال جل وعز {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} يعني المؤمنين ثم انقطع الكلام عندهما فقال عز وجل للكافرين {وما لهم ألا يعذبهم الله} فهذا قول.
فأما على ما روى عن ابن عباس وقتادة والسدي وأبو زيد فإن الكلام كله متصل للكافرين روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) قال يقول وما كان الله معذبهم، ومنهم من قد سبق له الدخول في الإيمان وهو الاستغفار وما لهم ألا يعذبهم الله يوم بدر بالسيف، قال أبو جعفر: وقول قتادة والسدي وابن زيد أن المعنى: وما كان الله معذبهم لو استغفروا وكان محمد بن جرير يميل إلى هذا القول وما كان الله ليعذبهم وأنت بين أظهرهم مقيم لأنه لا يهلك قرية وفيها نبيها وما كان الله معذبهم لو استغفروا من شركهم وذنوبهم وما لهم لا يعذبهم الله وهم يستغفرون من كفرهم بل هم مصرون على الكفر والذنوب.
قال أحمد بن موسى:{وما كانوا أولياءه} تمام وهو قول أبي حاتم {إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون} قطع تمام وكذا {بما كنتم تكفرون} وكذا {ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون} ليس بتمام لأن اللام متعلقة بما قبلها والتمام {أولئك هم الخاسرون} وكذا