قال أبو جعفر: وفيما رويناه عن نافع {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا} ثم قال أبو جعفر: وهذا له وجه حسن وقد شرحه نصير النحوي قال: إن كان التفسير: ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا، سكت على الذين كفروا ثم ابتدأ {الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} ويدل عليه {الله يتوفى الأنفس حين موتها} وإن كان التفسير على أن الملائكة تتوفى الذين كفورا قلت يتوفى الذين كفروا الملائكة كما قال جل وعز {توفته رسلنا} وقال {قل يتوفاكم ملك الموت} وأحب إلى أن يقف {يضربون وجوههم وأدبارهم} فهذا الكافي من الوقف.
وقال أحمد بن جعفر يضربون وجوههم وأدبارهم تمام وروى عن مجاهد: ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يوم بدر {وذوقوا عذاب الحريق} على قول الفراء بإضمار القول وهو تمام إن قدرت الكاف في كذاب متعلقة بقوله {ذلك بما قدمت أيديكم} أي ذلك بما قدمت أيديكم من الكفر والعناد ورد البراهين وجريكم على عادات السوء كدأب آل فرعون وكذا إن جعلت التقدير على إضمار أي العادة من تعذيبكم كدأب آل فرعون لم يقف على {عذاب