أول السور في شهر رمضان جاز ذلك، وقال أبو حنيفة يستفتح بها سرًا عند استفتاح الصلاة على أنه قد صح ذلك عن من تقوم به الحجة، قال أبو جعفر: وقد ذكرنا المسند وقد روى ذلك عن تسعة من الصحابة عمر وعلي وابن مسعود وعمار وشداد بن أوس وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبي هريرة ومن التابعين والفقهاء الزهري وعطاء وطاووس وسعيد بن جبير ومجاهد ومحمد بن سيرين وأبو إسحاق والحكم وإبراهيم النخعي وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو عبيد.
قال أبو جعفر وفي أم القرآن خمسة أتمه على قراءة محمد بن السميفع منها الأربعة التي ذكرناها والخامس (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم) هذا التمام على قراءته لأنه يقرأ (مالك يوم الدين)، فيبتدئ النداء وفيه معنى التواضع (كما قرئ){والله ربنا ما كنا مشركين}.
قال أبو جعفر ولو لم يذكر إلا هذا في هذه السورة لكان كافيًا ولكنا نزيد ذلك شرحًا ليدل على ما بعده لا ينبغي أن يقف على (بسم) لأنه مضاف إلى ما بعده والمضاف والمضاف إليه بمنزلة شيء واحد والقطع على (بسم الله) جائز إلا أن الائتناف بما بعده لا ينبغي لأنه نعت، وكذا الوقف على (الرحمن) والتمام (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا يقف على (الحمد) لأنه مبتدأ لم يأت خبره والوقف