وخالفه أبو حاتم لأن المعنى لأن كذبوا فالكلام متعلق بما قبله والتمام عند الجماعة {وكانوا بها يستهزءون}{ثم يعيده} قطع كاف إذا قرأت {ثم إليه ترجعون} بالتاء، وإن قرأت بالياء لم تقف على ثم يعيده وكان التمام {ثم إليه ترجعون} وكذا {يرجعون}.
{يبلس المجرمون} قطع صالح والتمام {وكانوا بشركائهم كافرين} وكذا {يومئذ يتفرقون}{فهم في روضة يحبرون} من أصحاب التمام من يكره الوقوف على مثل هذا حتى يأتي بالقسم الآخر، ومنهم من يستحسن الوقوف عليه، قال أبو جعفر: وهذا أحسن أن يفصل بين الفريقين ولا يخلط أحدهما مع صاحبه والمعنى مستوفي حسن وكانت العرب تستحسن الروضة استحسانا شديدا لما فيها من النبت الملتف والزهرة كما قال الأعشى:
ما روضة من رياض الحزن معشبة ... خضراء جادت عليها مسبل هطل
يضاحك الشمس منها كوكب ... شرق مؤزر نعيم النبت مكتهل
ثم أتبع ذلك بقوله يحبرون، قال ابن عباس {يكرمون} قال أبو جعفر وهذا أجمع ما قيل فيه لأن من أهل التفسير