قوله أن هذا مختصر محذوف منه لاستغناء السامع ثم استأنف {فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء}.
قال أبو جعفر: للنحويين في هذا تقديرات، فمنهم من قال: التقدير أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا كمن هداه الله، ودل على هذا المحذوف {فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء} فهذا الوقف على هذا القول والتقدير الآخر أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا تحسرت عليه، ودل على هذا المحذوف {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} فهذا الوقف على هذا القول وهو قول الكسائي، والتمام {إن الله عليم بما يصنعون}.
ثم قال جل وعز {الله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها} فهذا كاف وليس بتمام يدلك على ذلك ما رواه الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود قال: ينفخ في الصور فيكون بين النفختين ما شاء الله ولا يكون أحد من بني آدم إلا وله منه شيء فيرسل الله تعالى ماء منيا كمني الرجال فتنب الناس به كما تنبت الأرض بالثرى ثم ينفخ ملك الصور في الصور فتخرج الأرواح فيأتي كل روح إلى جسده ثم تلا عبد الله {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا} إلى قوله جل وعز {كذلك النشور}.
ثم قال الله جل وعز {من كان يريد العزة فلله العزة وجميعا} قطع تام {إليه يصعد الكلم الطيب} تمام عند