وروى أبو بكر بن عياش عن عاصم مثل قراءة نافع وقراءة الحسن وأبي عمرو وكقراءة نافع إلا {وأنه لما قام عبد الله} قال أبو جعفر: وإنما ذكرنا كل ما بلغنا من القراءات في هذه السورة لأن من أراد أن يعرف القطع والائتناف فيها احتاج إلى معرفة القراءات فيها، فأما قراءة حمزة ومن ذكرناه معه فأكثر النحويين يذهب إلى أنه لا يجوز القراءة بها لأن المعنى على خلاف قراءته وتأولوا إنه إنما فتح أنا وأنه لأنه معطوف على {قل أوحي إلي أنه} فقالوا لا يصح المعنى لأنه جعل كلام الجن معطوفا على ما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو جعفر: وهذا طعن على ما روته جماعة وقرأ به أئمة نقتدي بهم منهم علقمة ويحيى بن وثاب وقال من خالفهم القراءة جائز وليس الأمر كما ذهب إليه ولكن التقدير {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا} وأما {أنه تعالى جد ربنا} فعلى هذا التقدير يصلح الوقف على {ولن نشرك بربنا أحدا} ثم يصلح الوقف على رؤوس الايات إلى {ماء غدقا} فإنه لا يصلح الوقوف عليه لأن بعده لام كي وعلى قراءة نافع إن قدرت المعنى في وأنه يكون معطوفا على {إنا سمعنا قرآنا عجبا} لم يصلح الوقوف على رؤوس الآيات وإن قدرته على إضمار وقالوا فالقول فيه كما في قراءة حمزة ومن تابعه وكذا