للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي} ، أي: بوكزٍ ترتب عليه القتل {فَاغْفِرْ لِي} ذنبي، وإنما قال (- عليه السلام -) ما قال، لأنه فعل ما لم يؤذن له به، وليس من سنن آبائه الأنبياء (- عليه السلام -) في مثل هذه الحادثة التي شاهدها، وقد أفضى إلى قتل نفس لم يشرع فيه شريعة من الشرائع قتلها ((١)) .

{فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} رأي المبالغ في مغفرة ذنوب عباده وصمتهم " ((٢)) .

{قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ}

الباء في {بِمَا أَنْعَمْتَ} للقسم والتقدير: أقسم بما أنعمت به عليّ من المغفرة والجواب محذوف، أي: لأتوبن فلن أكون، أو متعلقة بمحذوف، أي: لاتوبنّ فلن أكون، أو متعلقة بمحذوف تقديره: " اعصمني بحق ما أنعمت عليّ من المغفرة، فلن أكون إن عصمتني ظهيراً للمجرمين. وقيل: (فلن أكون) دعاء لا خبر،

و (لن) بمعنى لا في الدعاء. وذكر أبو حيان أن (لن) لا تكون في الدعاء ((٣)) .

وذكر الزمخشري أنه أراد بمظاهرة المجرمين:

أما صحبة فرعون وانتظامه في حملته وتكثيره سواده حيث كان يركب ركوبه كالولد مع الوالد وكان يسمى ابن فرعون.

أما مظاهرة من أدت مظاهرته إلى الجرم والإثم كمظاهرة الإسرائيلي المؤدية إلى القتل الذي لم يحل له ((٤)) .

{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ}


(١) ينظر روح المعاني: ٢٠ /٥٤ –٥٥.
(٢) إرْشَاد العَقل السَّلِيم: ٧ /٧.
(٣) ينظر التبيان في إعراب القرآن: ٢ /١٧٧. البَحْر المُحِيْط: ٧/ ١٠٩.
(٤) الكَشَّاف: ٣ /١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>