للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني لا بقاءَ، ولَكِنَّهُ صار شاملًا لكل مَا حصلَ بِهِ المطلوبُ ونجا بِهِ من المرهوبِ، وقوْله تَعالَى: {هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الجملة اسمية تدُلّ عَلَى أنَّ الفلاحَ لازمٌ له.

وضمير الفصل هل هُوَ اسمٌ أو حرفٌ؟

الصّحيح أنَّه حرفٌ لا محل لَهُ من الإعرابِ ولا يُعرب.

إِذَنْ: مَا الفائدة من ضمير الفصل؟

له ثلاثُ فوائدَ: الأولى الحصر، والثّانية التّوكيد، والثَّالثة الفرق بَيْنَ الصّفة والخبر، مثال ذَلِك إذَا قُلْتَ: (زيدٌ العَاقِلُ)، فـ (زيد) مبتدأ و (العاقل) خبره، لكن يحتمل أن تكون (العاقل) صفة لـ (زيد)، وأن الخبر لم يأتِ بعد، مثل: (زَيْدٌ العَاقِلُ مَحْمُودٌ) مثلًا، لكن إذَا قُلْتَ: (زيد هُوَ العاقل) تعيّن أن تكون (العاقل) خبرًا، وَلهذا قيل له: ضمير فصل؛ لأنَّهُ يفصل ويميز بَيْنَ التّابع الَّذي هُوَ النّعت وبين الخبر، أمَّا إفادتُه للتوكيد فواضحةٌ، فإن قولك: (زيد هُوَ العاقل) أقوى فِي الدّلالة عَلَى الحصر من قولك: (زيد العاقل)، أمَّا كَونُه لا محل لَهُ من الإعراب فظاهر، فِي القرآن {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (٤٠)} [الشعراء: ٤٠]، لو كَانَ لَهُ محلٌّ من الإعراب لقَالَ: إن كانوا هم الغالبونَ، ونقول (هم) مبتدأ والغالِبونَ خبرٌ, والجملة خبر (كان)، فدل هَذَا عَلَى أنه لا محل لَهُ من الإعراب، وَهُوَ - عَلَى المشهور عند النّحويين - حرف جِيء بِهِ للفَصلِ، فصورته صورة الضَّمير، لكن معناهُ لَيْسَ معنى الضّمير الَّذي يَكُون اسمًا.

من فوائد الآية الكريمة:

الفائِدَةُ الأولَى: أن لهؤُلاءِ الأصناف الثّلاثة حقَّ القريبِ والمِسْكِينِ وابنِ السّبيلِ.

<<  <   >  >>