وقوْله تَعالَى:{ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} يعني بعد هَذَا الخلق والإمداد، الخلق إعداد، والرّزق إمداد، الله عز وجل أوجدك وأعدك وهيأك ثم أمدك بما بِهِ قوامك بعد ذَلِك. {يُمِيتُكُمْ} يعني بعد الحياة: حياة الدّنيا يَكون الموت وَهُوَ مفارقة الرُّوح البدن مفارقة تامة لأَنَّ النوم فِيهِ مفارقة تفارق الرّوح البدن ولكن ليست مفارقة تامة، أمَّا الموتُ الَّذي هُوَ الموت فهي مفارقة تامة ولكنها تُعاد إِلَيْهِ فِي قبره إعادة بَرْزَخِيَّةً لا كإعادتها فِي الدّنيا.
قوْله تَعالَى:{ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} الحياة الآخرة التِي لَيْسَ بعدها فناء.
قوْله تَعالَى:{شُرَكَائِكُمْ} أي: من شركائكم الَّذِين أشركتموهم، فتكون مضافة إِلَى المفعول، يعني هل من هَؤُلاء الَّذِين أشركتموهم بالله؛ وَلهذا قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله:[ممن أشركتم بالله]، أي ممن أشركتموهم، والإنسان إِذَا أشرك فالمشْرَك بِهِ مفعول وليس معنى شركائكم هم الذين شاركوكم أو أشركوكم، بل أنتم الذين أشركتموهم مَعَ الله فَهُوَ مضاف إِلَى مفعوله.
قوْله تَعالَى:{مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ} إعراب {مَنْ يَفْعَلُ} محلها من الإعراب يحتمل أن تكون نكرة موصوفة والتّقدير {هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ} أحدٌ يفعل ذَلِك ويحتمل أن تكون موصولة عَلَى أنَّها مبتدأ مؤخر أي هل الذي يفعل ذَلِك من شركائكم، والأول أحسن أن تكون نكرة موصوفة يعني هل من شركائكم أحد يفعل شَيْئًا من ذلك.
وقوْله تَعالَى:{مِنْ شَيْءٍ} من زائدة وصحت زيادتها لأَنَّ الاسْتِفْهام هُنَا بمعنى النّفي و {مِنْ} تزاد فِي النفي كما قَالَ ابن مالِك رَحَمَهُ الله (١):