وقوْله تَعالَى:{الفُلْكُ} تصلح للجمع وللمفرد، وَهَذا فِي القرآن موجود، مثالهُا للجماعة قوْله تَعالَى:{حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ}[يونس: ٢٢]، هَذَا جمع؛ لأَنَّهُ قَالَ:{فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ} لم يقل فِي الفلك وجرى، وقوْله تَعالَى:{وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ}[فاطر: ١٢] أيضًا جمع، ومثالها للمفرد قوْله تَعالَى:{وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ}[البقرة: ١٦٤]، قَالَ:{الَّتِي} ولم يقل اللاتي، وقد ذكر الفقهاء أن الأحدب ينوي الرّكوع بقلبه، فالأحدب لَيْسَ بقائمٍ حتَّى يركع، بل ينويه بقلبه، قَالَ بعض الفقهاء: فَهُوَ شبيه للفُلْكِ فِي اللُّغَة العرَبِيَّة يعني انحناء هَذَا الأحدب شبيه بالفلك فِي اللُّغَة العرَبِيَّة، مَا يُعرف إِلَّا بالنِّية، فالفلك صالِح للمفرد وللجماعة ولا يعرف إِلَّا بالنّية أو القرينة، وكَذَلِكَ الأحدب فِي حال الرّكوع، فما الَّذي يُعلمنا أنَّه راكع أو غير راكع فركوعه وقيامه سواء.
ويمكن أن يستدل بمَسْأَلة الأحدب عَلَى مَا ذُكر عن الكسائي أنَّه قَالَ: إن الإنسان إِذَا أتقن شَيْئًا من العِلْم أمكنه أن يفهم غيرَه من العلوم (١)، وذكروا قصة أنَّه كَانَ هُوَ وأَبو يوسفَ عند الرَّشِيدِ - أحد خلفاء بني العباس - وأنهم تناظروا فِي مَسْألة فقال أَبو يوسف للكِسَائِيِّ: مَا رأيك لو سها الإنسان فِي سجود السَّهْوِ، هل نَحْوُكَ يعلمك بحكم هَذِهِ المسألة؟ قَالَ: نعم إِذَا سها فِي سجود السّهو فإِنَّهُ لا يسجد، قَالَ: أين تجد هذا فِي نحوك؟ قَالَ: عندنا قاعدة فِي النّحو أن المصغر لا يصغر، فاستدل بأن سجود السّهو صلاة مصغرة فإذا سها فِيهِ فإِنَّهُ لا يصغر مرة ثانية، وهل هَذَا