للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو حنيفة؟ لأجابني. فأومأ هارون إلى الحاجب، فأقام محمد بن الحسن.

قال عمارة: فكرهت القيام معه. ثم استدنى الشافعي وقربه، وأمر له بمال (١) (٢ عظيم. وفي رواية بخمسين ألفاً ٢)، وأمره بملازمته. فلما نهض قمت معه، فحمل المال بين يديه، فلما صار في دار العامة فرقه ولم يعد منه بشيء (٣) إلى منزله، وانصرف مكرَّماً، فكان بعد ذلك يُقدَّم ويُبجَّل ويُعظَّم.

قال القاضي، رحمه الله تعالى: أملى السيد هذه الحكاية من حفظه وقال: هؤلاء المشايخ يزيد لفظ بعضهم على بعض، فأمليت لفظ أحدهم، وقد أدّيت معناه.

قال أحمد: وقد روى شجاع بن الهيثم بن موسى هذه الحكاية، عن عبد الله بن محمد البلوي (٤).

وروى زكريا بن يحيى البصري، ويحيى بن زكريا بن حيوة (٥)، عن الربيع بن سليمان، عن الشافعي: خروجه إلى اليمن، وسعاية الساعي به (٦) حتى حمل مع العلوية إلى هارون الرشيد، فأمر (٧) هارون بضرب رقابهم، وقول محمد بن الحسن: يا أمير المؤمنين، هذا المطلبي (٨) لا يغلبك بفصاحته ولسانه؛ فإنه رجل لَسِنٌ، وما قال الشافعي لهارون، ثم سؤاله عن علم القرآن، والنجوم، والأنساب، ثم أمره له بخمسين ألفاً، وتفريق الشافعي إياها، ثم مناظرته


(١) في ا. «بمال جزيل».
(٢) ما بين الرقمين ليس في ا.
(٣) في ح: «لم يعد بشيء منه».
(٤) في ا «البلدي» وهو خطأ كما تقدم.
(٥) في ا: «حيوية».
(٦) ليست في ح.
(٧) في ا: «وأمر».
(٨) ليست في ح.