للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: أما أن لا أحتد فلا أشترط ذلك. ولكن لا يضرك ذاك عندي. فناظرته، فلما ضَاغَطْتُهُ فكأنه وجد من ذلك. فقلت: هذا هشام بن عروة عن أبيه، عن «عائشة». وزيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن «ابن عباس». واجتمع عليّ وعليه الناس.

فقال: وهل زدتني على أن جئتني بصبي وامرأة؟!

فقلت: لو غيري جالسك! وقمت عنه بالغضب. فَرُفِع الخبر إلى هارون الرشيد أمير المؤمنين، فقال: قد علمتُ أن الله، عز وجل، لا يدع هذه الأمة حتى يبعث عليهم قرشياً فلقا يردّ عليهم ما هم فيه من الضّلالة. ثم رجعت إلى بيتي، فقلت لغلامي: اشدد عَلَى رواحِلِكَ. واجعل الليل جَمَلاً. قال: فقدمت مصر.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن حسان، قال: حدثنا محمد – يعني ابن عبد الرحمن – قال: حدثنا علي بن الحسن السّنجانِي (١). قال: سمعت من يحكى عن الشافعي، إما أخي أو غيره. فذكر معناه. غير أنه قال: «واجتمع عليّ وعائشة».

* * *


(١) السّنجاني نسبة إلى سَنِجان بفتح السين وكسرها، وسكون النون: قرية على باب مدينة مرو، يقال لها دَرسَنكان، وهو أبو الحسن: علي بن الحسن بن محمد بن حمدويه السنجاني الشافعي. تفقه على القاضي أبي العباس بن سريج ببغداد وولي قضاء نيسابور، وكان ورعاً، سمع بمرو أبا الموجه: محمد بن عمر الفزاري، وببغداد يوسف ابن يعقوب القاضي وغيرهما. روى عنه أبو الوليد: حسان بن محمد الفقيه، وأبو الحسن: علي بن محمد العروضي.
راجع معجم البلدان ٥/ ١٤٦، واللباب في تهذيب الأنساب ٢/ ٥٦٩، وطبقات ٣/ ٤٤٤ ط. ح.