قلت: وأم بشر المريسي جاءت إلى الشافعي، فقالت: يا أبا عبد الله، أرى ابني يهابك ويحبك، وإذا ذكرت عنده أجلّك، فلو ذكَّرته حتى ينتهي عن هذا الرأي الذي هو فيه. فقد عاداه الناس عليه؟
فقال: أفعل. فلما دخل عليه بشر، قال له الشافعي: أخبرني عما تدعو إليه: أكتاب ناطق، وفرض مُفْتَرضٌ، وسنة قائمة، ووجدت عن السلف البحث عنه والسؤال؟
فقال بشر: لا، إلا أنه لا يسعنا خلافه.
فقال الشافعي: أقررت بنفسك على الخطأ. فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار، يُواليك الناس عليه، وتترك هذا؟ قال: لنا نَهْمَةٌ فيه. فلما خرج بشر قال الشافعي: لا يُفلح.
وهذا فيما قرأت في كتاب زكريا الساجي: حدثني محمد بن إسماعيل، قال: سمعت الحسن بن علي الكرابيسي، قال:
جاءت أم بشر المريسي إلى الشافعي، رضي الله عنه. فذكره.
قلت: كلّم أم الشافعي، رضي الله عنهما، فقد قال زكريا بن يحيى الساجي:
كانت أم الشافعي معه، يحملها إلى كل موضع. فرأت فيه السرور.
قال: وحدثني أبو محمد الخراساني، قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى، يقول:
قالت لي أم الشافعي: إنْهَ ابني أن يجالسه حفص الفرد.