للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبإسناده قال:

سمعت الشافعي يقول: «يجملون الوَدَكَ» أراد: يذيبون. يعني في تفسير حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: «لعن اليهود حرِّمت عليهم الشحومُ فَجَمَلُوها (١)».

* * *


= هي هاهنا بمعنى من أجل. وهو بعيد. وإنما يصح هذا في الحديث الآخر: بيد أني من قريش. وقد بيناه في الهمزة والنون» وهو يشير إلى ما ذكره في ص ١٠٦ وهو قوله: «معناها هنا: غير. وقيل: إلا. وقيل: على. وتأتي بمعنى من أجل، ومنه قوله في الحديث الآخر: بيد أني من قريش. وقد قيل ذلك في الحديث الأول وهو بعيد. وقد تقدم الكلام عليه» ولم يبين عياض وجه البعد. وقد قال ابن حجر في فتح الباري ٢/ ٢٩٣ «وقد استبعده عياض ولا بعد فيه. بل معناه. انا سبقنا بالفضل، إذ هدينا للجمعة مع تأخرنا في الزمان، بسبب أنهم ضلوا عنها مع تقدمهم. ويشهد له ما وقع في «فوائد بن المقري» من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، بلفظ: نحن الآخرون في الدنيا. ونحن السابقون: أول من يدخل الجنة؛ لأنهم أوتوا الكتاب من قبلنا. وفي «موطأ سعيد بن عفير» عن مالك؛ عن أبي الزناد. بلفظ: ذلك بأنهم أوتوا الكتاب. وقال الداودي: هي بمعنى على أو مع».
وقال أبو عبيد في غريب الحديث ١/ ١٤٠ «وأخبرني بعض الشاميين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا أفصح العرب بيد أني من قريش، ونشأت في بني سعد بن بكر. وفسره: أي من أجل. قال أبو عبيد: وهذه الأقوال كلها قريب من بعض في المعنى مثل غير وعلى. وبعض المحدثين يحدثه: بأيد أنا أعطيناهم الكتاب من بعدهم. يذهب به إلى القوة. وليس له ها هنا معنى نعرفه». وقال ابن الأثير في النهاية ١/ ١٠٣: «وقد جاء في بعض الروايات: «بايدانهم» ولم أره في اللغة».
وقال صاحب القاموس: «بيد وبايد بمعنى غير، وعلى، ومن أجل».
(١) في صحيح البخاري بهامش فتح الباري ٤/ ٣٤٤ باب لا يذاب شحم الميتة ولا يباع ودكه: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار. قال أخبرني طاوس: أنه سمع ابن عباس =