للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلِيّ يقول: ذاكرت الشافعي فقال: لو كنت أحفظُ كما تحفظُ (١) لغلبت أهل الدنيا.

وهذا لأن إسحاق الحنظلي كان يحفظه على رسم أهل الحديث، ويَسْرُدُ أبوابه سَرْداً، وكان لا يهتدي إلى ما كان يهتدي إليه الشافعي من الاستنباط والفقه. وكان الشافعي يحفظ من الحديث ما كان يحتاج إليه، وكان لا يستنكف من الرجوع إلى أهله فيما اشتبه عليه منه؛ وذلك لشدة اتقائه لله عز وجلّ، وخشيته منه، واحتياطه لدينه.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني أبو تراب المُذَكِّر، بالنّوقان، قال: حدثنا محمد بن المنذر قال: سمعت محمد بن أحمد بن الحسين (٢) قال:

سمعت «الحُمَيْدِيّ» يقول: صحبت «الشافعي» من مكة إلى مصر فكنت أستفيد منه «المسائل»، وكان يستفيد مني «الحديث».

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الوليد الفقيه يقول: سمعت أبا تراب: محمد بن أبي سهل الطّوسي يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول:

سمعت الشافعي يقول: ما رأيت صاحب بَلْغَمٍ أحفظ من «الحميدي» وكان (٣) يحفظ لسفيان بن عيينة عشرة آلاف حديث.

وأخبرنا أبو عبد الله قال: أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن أبي حاتم - قال: حدثنا أبو بكر بن إدريس وَرَّاق الحُمَيْدِي قال:


(١) في ا: «كما يحفظ».
(٢) في ا: «الحسن».
(٣) في ا: «فكان».