للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أزل به، وأطلب إليه حتى دخل المنزل، وأُتينا بطعام (١) فأكل وأكلنا معه، وكنا قد هيأنا طعاما كثيرا، فلما أكل وفرغ وتوضْأ التفت إليّ وقال لي: كأنك إنما أردت أن ترينا متاعك وطعامك وأثوابك يابن أخي، لو صيرت هذا في أعناق الرجال لكان أعظم لقدرك، وأسنى لذكرك.

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أخبرنا الحسن بن رشيق، إجازة، قال: حدثنا علي بن عيسى المدائني قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: إني علي عيد وليس عندي نفقة، فقال لي أهلي: عودت قوما أن تصلهم فلو استسلفت شيئا؟ فاستسلفت سبعين دينارا، فتركت عشرين ديناراً للنفقة، وفرَّقت الباقي، فبينا أنا على ذلك إذ أتاني رجل من قريش يشتكي إليّ الحاجة، فأخبرته خبري. فقلت له: خذ ما تحب. فقال: ما حاجتي (٢) إلا أكثر من هذه الدنانير. فقلت له: خذها، وبتُّ، وما معي دينار ولا درهم، فبينا أنا في منزلي إذ أتاني رسول البَرْمَكِي: جعفر بن يحيى، فقال: أجب. فأجبته فقال: ما شأنك في هذه الليلة؟ يهتف لي هاتف يقول: الشافعي، الشافعي، كلما دخلت في النوم. أخبرني بأمرك، فأخبرته فأعطاني خمسمائة دينار وقال: أزيدك؟ فأعطاني خمسمائة أخرى فلم يزل يزيدني حتى أعطاني ألفي دينار (٣).

ورواه أيضا زكريا الساجي عن ابن بنت الشافعي عن الأخضر بن عبد الله الصُّدَائي عن الربيع بن سليمان إلا أنه قال: قال رسول الفضل بن يحيى أو البرمكي: جعفر بن يحيى.

أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي الحسن قال: أخبرنا الحسن بن رشيق،


(١) في ح: «بطعامنا».
(٢) في ا: «ما يقنعني إلا أكثر ...».
(٣) مناقب الشافعي للرازي ص ١٢٨ - ١٢٩.