للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إجازة، قال: حدثنا أحمد بن سلامة الطحاوي ومحمد بن الربيع قالا: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال:

سمعت الشافعي، رضي الله عنه، يقول: مرَّ رجل من النجار بالزُّهْري وهو في قريته، والرجل يريد الحج، فابتاع الزهري منه بزًّا بأربعمائة دينار إلى أن يرجع من حجَّه، فما برح الرجل حتى فرَّقه عن آخره، فرأى الزهري الكراهة في وجه الرجل لذلك، فلما فرغ الرجل (١) من حجه مرّ بالزهري يتقاضاه، فأمر له الزهري (٢) بثلاثين ديناراً ينفقها في سفره، ودفع إليه الدنانير، ثم قال له الزهري: كأني رأيتك (٣) قد ساء ظنك يومئذ. قال الرجل: أجل! قال الزهري: والله لم أفعل ذلك إلا للتجارة: أُعْطِي القليل فأُعْطَى الكثير.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن: علي بن محمد بن علي بن الحسين الهروي - قدم علينا حاجّاً - قال: سمعت أبا عبد الله: محمد بن عبد الله بن محمد ابن مخلد يقول: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال:

حدثني محمد بن إدريس الشافعي أن رجاء بن حَيْوَة عاتب «ابن شهاب» في الإسراف وكان يدَّان فقال: لا آمن (٤) أن يحبس هؤلاء القوم أيديهم عنك فتكون قد حملت على أمانتك قال: فوعده أن يقصر. فمرّ به بعد ذلك وقد وضع الطعام، ونصب موائد العسل، فوقف به رجاء وقال: يا أبا بكر، هذا الذي افترقنا عليه؟ فقال له ابن شهاب: اترك (٥)؛ فإن السّخِيّ لا تؤدّبُه التجارب.


(١) من ح.
(٢) من ح.
(٣) في ح: «قد رأيتك قد ..».
(٤) في ا: «لا أمر».
(٥) في ا: «انزل».