للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمثال هذا ما يدلُه على أنّ الشافعيّ، رحمه الله، في كتابه عمن روى دون تسميته في بعض ما رواه - متبعٌ غير مبتدع.

وهذان صاحبا الصحيح: محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجّاج رحمهما الله، صنّفا (١) أمثال ذلك مع اشتهارها بترك الاحتجاج بالمَرَاسيل.

قال البخاري في مواضع من كتابه: «وقال الليث، وقال الأوزاعي، وقال فلان» لعالم سمَّاه دون ذِكْرِ مَن سمعه عنه ممن رواه عنه. وروى في موضع (٢) من كتابه: «عن محمد» غير منسوب. وعن يزيد (٣) غير منسوب. وعن عبد الله غير منسوب. وعن عبد الرحمن غير منسوب. [وعن أحمد غير منسوب، وعن إسحاق غير منسوب. وعن الحسن غير منسوب] (٤) وعن يعقوب غير منسوب (٥).

وقال مسلم بن الحجاج في كتاب الطهارة: «وقال الليث بن سعد: حدثني جعفر بن ربيعة، عن الأعْرج، عن عُمَير (٦)» فذكر حديث أبي الجَهْم في التيمم (٧).

وقال في كتاب الصلاة (٨): «حدثْتُ عن يحيى بن حسان ويونس بن محمد، قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن عُمارة بن القَعْقاع، عن أبي زُرْعة، عن


(١) في ح: «صنعا».
(٢) في ح: «مواضع».
(٣) في ح: «زيد».
(٤) ما بين القوسين من ح.
(٥) راجع هدى الساري ص ٢٣٦.
(٦) في ا: «عمر» وهو خطأ.
(٧) يعني بذلك ما رواه مسلم في صحيحه كتاب الحيض: باب التيمم ١/ ٢٨١ قال: وروى الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن عمير مولى ابن عباس أنه سمعه يقول: أقبلت أنا وعبد الرحمن بن يسار - مولى ميمونة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخلنا على أبي الجهم بن الحارث بن الصمة الأنصاري. فقال أبو الجهم: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، حتى أقبل على الجدار فمسح يديه ثم رد السلام.
(٨) في ا: «الطهارة».