للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنْهُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ مِنْ عَجْبِ أَذْنَابِهِمْ، وَكُلُّ ابْنِ آدَمَ يَبْلَى إلاَّ عَجْبَ الذَّنَبِ (١) .

حَتَّى إِذَا تمَّ خلقُهُم وتركيبُهم؛ أَمَرَ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِأَنْ يَنْفُخَ فِي الصُّورِ النَّفْخَةَ الثَّانِيَةَ، فَيَقُومُ النَّاسُ مِنَ الْأَجْدَاثِ أَحْيَاءً، فَيَقُولُ الْكُفَّارُ والمنافقون حينئذ: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} ، وَيَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} (٢) . (*)

ثُمَّ تَحْشُرُهُمُ الْمَلَائِكَةُ إِلَى الْمَوْقْفِ حُفَاةً غَيْرَ مُنْتَعلين، عُراةً غَيْرَ مُكْتَسِينَ، غُرلاً غَيْرَ مُخْتَتِنِينَ؛ جَمْعُ أَغْرَلَ، وَهُوَ الْأَقْلَفُ، والغُرلة: القَلَفة.

وَأَوَّلُ مَنْ يَكْتَسِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ؛ كَمَا فِي الْحَدِيثِ (٣) .


(١) يشير لما رواه البخاري في ((التفسير)) (باب: {وَنُفِخَ فِي الصُّور} ِ) (٨/٥٥١-فتح) ، ومسلم في الفتن، (باب: ما بين النفختين) (١٨/٣٠٣-نووي) ، وأبو داود، والنسائي؛ من حديث أبي هريرة بألفاظ متقاربة.
و (العَجْب) ـ بفتح العين ـ: هو العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب، وهو رأس العصعص، وهو مكان رأس الذنب من ذوات الأربع.
وتشبيه المطر بمني الرجال ورد في حديث ضعيف. انظر: ((الطحاوية)) (ص٤١٠-تخريج الألباني) . وتقييده بأربعين يومًا ورد في حديث ضعيف أيضًا. انظر: ((البعث)) لابن أبي داود - تخريج الحُوَيني (ص٧٩) .
والذي ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة: ((ما بين النفختين أربعون)) ، وأبَى أبوهريرة أن يحدِّدها بيوم أو شهر أو سنة. والله أعلم.
(٢) يس: (٥٢) .
(٣) يشير إلى حديث ابن عباس عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
((إن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل)) .
رواه البخاري في الرقاق، (باب: الحشر) (١١/٣٧٧-فتح) .

(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: علّق الشيخ عبد الرزاق عفيفي في طبعة الجامعة الإسلامية [ص ١٣١] بقوله: ((ويؤيد ذلك قوله تعالى من الآية ٥٦ سورة الروم: {وقال الذين أوتوا العلم والإيمان} الآية.))

<<  <   >  >>